في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة وتقلبات أسعار النفط، باتت أسواق الأسهم الإماراتية في الشرق الأوسط تشهد تغيرات ملحوظة. الإمارات العربية المتحدة، التي تُعد واحدة من أبرز المراكز المالية في المنطقة، ليست استثناءً، حيث يعكس أداء بورصاتها هذا التحدي المستمر.
فمع انقضاء شهر أغسطس، شهدت أسواق الأسهم الإماراتية تباينًا في أدائها، ما بين تراجع في دبي وانتعاش في أبوظبي بعد سلسلة من الخسائر. نستعرض في هذا المقال أبرز ملامح أداء الأسواق المالية الإماراتية وتأثير التغيرات الإقليمية والعالمية عليها.
أداء متباين لأسواق الأسهم الإماراتية وسط تعاملات هادئة
شهدت أسواق الأسهم في الإمارات العربية المتحدة أداءً متباينًا خلال تعاملات يوم الجمعة الموافق 30 أغسطس، حيث تأثرت الأسواق بحالة من الهدوء، مدفوعة بضعف معنويات المستثمرين جراء التوترات الإقليمية المستمرة وانخفاض أسعار النفط. وعلى الرغم من ذلك، تمكنت سوق أبوظبي من تسجيل انتعاش طفيف بعد سلسلة من الخسائر التي استمرت لأربع جلسات متتالية.
تراجع السوق في دبي وتأثيره على الأسهم المالية والعقارية
في دبي، انخفض المؤشر الرئيسي للبورصة بنسبة 0.2%، وكانت الأسهم المالية والعقارية من بين الأكثر تأثراً بالتراجع. فقد شهد سهم بنك الإمارات دبي الوطني، الذي يُعد أكبر البنوك في دبي، انخفاضًا بنسبة تجاوزت 1%. كما تراجع سهم شركة إعمار العقارية بنسبة 0.2%.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض، إلا أن المؤشر القياسي في دبي سجل ارتفاعًا بنسبة 1.3% خلال شهر أغسطس، ما يجعله ثالث شهر على التوالي يحقق فيه مكاسب. يُذكر أن شهر يوليو كان الأفضل حتى الآن هذا العام، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 5.9%.
وصرح هاني أبو عاقلة، كبير محللي السوق في إكس تي بي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن سوق دبي المالي شهد تقلبات بعد وصوله إلى مستوى مقاومة مهم. ورغم هذه التقلبات، فإن الأداء الأسبوعي والشهري للسوق لا يزال إيجابيًا.
توقعات بمواصلة الارتفاع لسهم أدنوك للإمداد والخدمات
شهد سعر سهم شركة أدنوك للإمداد والخدمات ارتفاعًا قويًا خلال الفترة الماضية، حيث استمر في تحقيق ارتفاعات وانخفاضات أعلى بشكل متواصل. في إطار هذا الصعود، شكّل السهم نمط القاع المزدوج، وبعد اختراق مهم، دخل في مرحلة توحيد ممتدة.
خلال هذه المرحلة، تطور نمط الكأس والمقبض، وهو ما يشير إلى احتمالية استمرار الاتجاه الصعودي. وبعد تجاوز هذا النمط، واصل السعر ارتفاعه بثبات.
حاليًا، يظهر التراكم عند مستويات تتراوح بين 5.2 و5.3 ريال سعودي كفرصة مواتية، مع توقعات بتحقيق هدف ارتفاع يتراوح بين 7% و8%.
مؤشرات فنية داعمة للزخم الصعودي
مؤشر القوة النسبية (RSI): يشير مؤشر القوة النسبية الحالي عند مستوى 69.42 إلى قوة واضحة لدى المشترين.
مؤشر التقارب والتباعد المتوسط (MACD): تم رصد تقاطع صعودي فوق مستوى الصفر، مما يعزز الزخم الصعودي القوي للسهم.
أبوظبي تكسر سلسلة الخسائر بدعم من أسهم بنك أبوظبي الأول
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر أبوظبي القياسي بنسبة 0.6%، بعد سلسلة من التراجعات استمرت أربع جلسات متتالية. جاء هذا الانتعاش بدعم من ارتفاع سهم بنك أبوظبي الأول، الذي يُعد أكبر بنوك البلاد، بنسبة 1.8%. ومع ذلك، أنهى المؤشر تعاملات شهر أغسطس منخفضًا بنسبة 0.6% بعد شهرين متتاليين من المكاسب.
تغييرات في مؤشر MSCI وتأثيرها على السوق الإماراتي
شهدت الأسواق المالية في الإمارات تغييرات ملحوظة في مؤشر MSCI، حيث تمت إضافة شركتي باركين وسبينيز إلى مؤشر الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، بينما انضمت شركة أدنوك للحفر إلى المؤشرات العالمية للقياس.
هذه التحركات تعكس التغيرات المستمرة في مشهد الأسواق المالية الإماراتية، حيث يتعين على المستثمرين مواكبة هذه التغيرات وتأثيراتها المحتملة على أداء الأسواق.
ملخص أداء الأسواق: ارتفاع طفيف في أبوظبي وتراجع في دبي
أنهى مؤشر أبوظبي (.FTFADGI) تعاملاته بارتفاع بنسبة 0.6% ليصل إلى 9285 نقطة، بينما انخفض مؤشر دبي (.DFMGI) بنسبة 0.2% ليصل إلى 4,325 نقطة، ما يعكس حالة من التباين في أداء أسواق الأسهم الإماراتية وسط تعاملات هادئة.
خلاصة
يتجلى من الأداء المتباين لأسواق الأسهم الإماراتية مدى تأثرها بالتوترات الإقليمية وتقلبات أسعار النفط، وهو ما يفرض على المستثمرين ضرورة مراقبة التطورات الإقليمية والدولية بعناية. ففي حين استطاعت أبوظبي كسر سلسلة من الخسائر بدعم من أسهم بنك أبوظبي الأول، لا يزال سوق دبي يواجه تحديات واضحة.
ومع استمرار التغيرات في مؤشرات الأسواق العالمية، تبقى الأسواق الإماراتية تحت مجهر المستثمرين، الذين يسعون للاستفادة من أي فرص استثمارية واعدة في ظل هذا المشهد المتقلب.
