سهم المطورون العرب القابضة (ARAB) | تحليل لأحد الأسهم الأكثر ارتفاعًا في السوق المصري

يُعد سهم المطورون العرب القابضة (ARAB) من أكثر الأسهم التي لفتت الأنظار في الجلسات الأخيرة داخل البورصة المصرية، بعدما حقق مكاسب قوية تجاوزت 18.64% في جلسة واحدة، ليصبح من الأسهم الأكثر ارتفاعًا واهتمامًا لدى المستثمرين الأفراد وصنّاع السوق. هذا الارتفاع اللافت لم يأتِ من فراغ.

بل اعتمد على حركة تداول ضخمة وصل حجمها إلى 1.89 مليار سهم بقيمة تداول كبيرة بلغت 387.5 مليون جنيه، وهي أرقام تُظهر بوضوح أن السهم أصبح محل سيولة ساخنة وتدفقات كبيرة تعكس اهتمامًا متزايدًا بقطاع التطوير العقاري، خاصة مع التحولات الاقتصادية الجارية في مصر وحركة القطاع العقاري خلال 2025.

أداء سهم المطورون العرب القابضة خلال جلسة التداول

شهد سهم ARAB حركة قوية منذ بداية الجلسة، إذ افتتح عند 0.18 جنيه وهو نفس الإغلاق السابق، ثم بدأ في اكتساب زخم سريع ليرتفع تدريجيًا نحو أعلى سعر محقق خلال اليوم عند 0.21 جنيه، قبل أن يغلق عند 0.210 جنيه بنهاية الجلسة، مسجلًا ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 18.64% وهي من أعلى نسب الارتفاع بين جميع أسهم القطاع العقاري المدرجة حاليًا.

ما يميّز هذا الأداء ليس فقط الارتفاع السعري، بل القوة الاستثنائية في حجم التداول، والتي تُعد إشارة على اهتمام مؤسسي أو فاعلين كبار في السوق، إذ من النادر أن يشهد سهم بسعر منخفض هذه القيمة الضخمة من التداولات في جلسة واحدة، مما يعطي انطباعًا بأن السهم يشهد مرحلة تجميع أو إعادة تقييم من قبل صناع السوق.

ويعود جزء من هذا الزخم إلى أن السهم يتمتع بقيمة اسمية منخفضة قدرها 0.10 جنيه، ما يجعله جذابًا للمضاربين والمستثمرين الباحثين عن أسهم منخفضة السعر High Volume Low Price، خصوصًا مع توافر سيولة كبيرة في السوق. كما أن القيمة السوقية الحالية للشركة تبلغ 2.9 مليار جنيه ما يعكس ثقة المستثمرين في القدرة المستقبلية للمطورين العرب على تنفيذ مشاريعها العقارية الضخمة.

البيانات المالية الأساسية للسهم وما تكشفه الأرقام؟

تُظهر القراءة المالية الأساسية لشركة المطورون العرب القابضة أن الشركة تمتلك أصولًا قوية مدعومة بمحفظة مشاريع عقارية متنوعة، حيث تبلغ القيمـة الدفترية للسهم 0.17 جنيه (الربع الثاني 2025)، وهو رقم قريب جدًا من سعر التداول الحالي، ما يجعل مضاعف القيمة الدفترية عند 0.97 فقط، وهو مؤشر يعكس أن السهم يتداول عند قيمة عادلة أو أقل قليلًا من قيمته الدفترية، وهو ما لا يحدث كثيرًا في قطاع العقارات الذي غالبًا ما يشهد تقييمات مرتفعة للسهم مقارنة بقيمته الدفترية.

أما بالنسبة لربحية السهم، فتبلغ 0.03 جنيه خلال الربع الثاني لعام 2025، بينما يسجل مضاعف الربحية (P/E) قيمة -3.30 وفق آخر تحديث، وهو ما يشير إلى أن الشركة قد تكون تمر بمرحلة ضغط على الأرباح نتيجة توسعات أو ارتفاع تكاليف، وهي حالة طبيعية في الشركات العقارية الكبيرة التي تستثمر في مشروعات طويلة الأجل وتقوم بتسجيل الإيرادات وفق مراحل التنفيذ.

قوة الشركة من الداخل ومن هم الملاك الرئيسيون؟

تتمتع شركة المطورون العرب القابضة بهيكل ملكية قوي، حيث يمتلك كبار المساهمين نسبًا عالية تُظهر تركّز الملكية وثقة المستثمرين الرئيسيين في مستقبل الشركة. أبرز الملاك هم:

• أحمد طارق خليل علي بنسبة 27.64%
• جمال عبد القادر عبد البصير الجارحي بنسبة 12.63%
• أسماك م م ح بنسبة 11.69%
• عبد السلام مسعود عبد الكريم بنسبة 8%
• مروة محمد الأمين بنسبة 5.37%

وجود مساهمين كبار بهذه النسب يمنح الشركة استقرارًا إداريًا ويساعد على تسريع اتخاذ القرارات الاستراتيجية، خاصة في قطاع التطوير العقاري الذي يعتمد على التمويل والتنفيذ والتخطيط طويل الأجل.

مجلس الإدارة ودوره في قيادة الشركة

يقود الشركة مجلس إدارة يتمتع بخبرة واسعة في السوق العقاري المصري، ويترأس المجلس جمال الجارحي، بينما يشغل أيمن مختار خليفة منصب الرئيس التنفيذي. يتكون المجلس من مجموعة من الشخصيات المؤثرة في القطاع، وهو ما لعب دورًا مهمًا في توسيع نشاط الشركة وتنفيذ مشروعات ضخمة داخل مصر وخارجها.

تأثير مجلس الإدارة يظهر بوضوح في قدرة الشركة على التعامل مع الأزمات، خاصة مع تصريحات الرئيس التنفيذي حول مواجهة ارتفاع تكاليف البناء عالميًا عبر خطط ترشيد مدروسة وإعادة هيكلة التكاليف دون التأثير على جودة المشروعات أو مواعيد تسليم الوحدات.

محفظة ضخمة من الاستثمارات والشركات التابعة

تتمتع المطورون العرب القابضة بمحفظة استثمارية كبيرة تمتد داخل مصر، وتشمل شركات عقارية وسياحية وتعليمية وتسويقية. هذا التنوع في الأصول يجعل الشركة قادرة على تحقيق تدفقات نقدية مستقرة على المدى الطويل، وأبرز الشركات التابعة:

• بورتو ميديترينين (100%)
• نيووم أسيوط للتنمية السياحية (99.978%)
• بورتو جلوبال (99%)
• بورتو انترناشيونال هولدنجز (95.348%)
• نيووم أكتوبر للتنمية السياحية (92%)
• نيووم للتطوير العقاري (60.577%)
• العلمين للتعليم والتنمية (69.297%)
• دلمار للتنمية العقارية (63.517%)

هذه النسب المرتفعة في الشركات التابعة تعكس استراتيجية توسعية تستهدف بناء شبكة قوية من المشروعات العقارية والسياحية التي تمنح الشركة قدرة كبيرة على تنويع مصادر الدخل بدلاً من الاعتماد على مشروع واحد أو منطقة جغرافية واحدة.

نشاط الشركة في السوق العقاري ومشروعاتها الحالية

منذ تأسيسها في أغسطس 2015، استطاعت شركة المطورون العرب أن تتحول إلى واحدة من الشركات العقارية المؤثرة في السوق المصري، وتركز الشركة على المشروعات متعددة الاستخدامات والتطوير السياحي، وتعتمد استراتيجيتها على التوسع في مناطق جديدة عبر مشروعات ضخمة تتوزع في القاهرة، الساحل الشمالي، والعين السخنة.

وكانت الشركة قد أعلنت سابقًا عبر موقعها الرسمي عن تحقيق مبيعات قوية بلغت 900 مليون جنيه في النصف الأول من عام 2022 بنسبة نمو 138% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس القدرة الاستثنائية للمطورين العرب على التسويق وإدارة المبيعات وتحقيق الأهداف رغم الظروف الاقتصادية المختلفة.

كما أشار الرئيس التنفيذي إلى وجود 15 مشروعًا ضخمًا لدى الشركة بإجمالي 11 ألف وحدة، تم بيع ما يقرب من 8 آلاف وحدة منها، ما يعكس قوة الطلب على مشروعاتها.

حجم التداول الضخم ماذا يعني للمستثمر؟

عندما يحقق سهم منخفض السعر تداولات تتجاوز 1.8 مليار سهم في جلسة واحدة، فإن ذلك يشير عادة إلى مرحلة:

• تجميع من مستثمرين كبار
• أو تحول في نظرة السوق للسهم
• أو أخبار داخلية تخص المشروعات أو التمويلات
• أو تقييم جديد من المتداولين بعد نتائج مالية أو تحسن شهية المستثمرين على القطاع العقاري

كما أن القيمة السوقية الكبيرة التي سجلها السهم خلال 2025 تؤكد أن السهم لم يعد مجرد سهم مضاربات، بل أصبح يعكس نشاطًا تشغيليًا فعليًا للشركة.

الخدمات ومعلومات الاتصال

تتخذ الشركة مقرًا لها في القاهرة، تحديدًا: 12 ب شارع كمال الدين حسين – خلف فندق هيلتون – شيراتون هليوبوليس – القاهرة الموقع الرسمي للشركة: كما يمكن متابعة أخبار الشركة مباشرة عبر قسم الأخبار الرسمي:

التحليل الفني للسهم قراءة شاملة للمؤشرات والمتذبذبات

يُظهر السهم في الوقت الحالي حالة حيادية واضحة على مستوى المؤشرات الفنية، وهو ما يعكس حالة تجميع أو تذبذب قبل اتخاذ اتجاه جديد إما بالصعود أو الهبوط. قراءة المتذبذبات توضح أن معظم المؤشرات تقع في منطقة المنتصف دون إشارات قوية، حيث يظهر مؤشر القوة النسبية RSI عند 41 وهو مستوى يوحي بغياب الزخم الشرائي أو البيعي القوي، بينما مؤشر الماكد MACD يعطي إشارة شراء خفيفة ولكن دون اختراق فعلي لمستويات مقاومة مهمة.

كذلك فإن مؤشرات مثل الستوكاستك و مؤشر قناة السلع CCI و Ultimate Oscillator كلها تؤكد أن السهم يتحرك في نطاق جانبي مع تراجع واضح في الزخم. اللافت أن مؤشر الزخم Momentum يعطي إشارة بيع ما يعكس ضعف قوة الارتفاع الحالية رغم الصعود السريع في السعر، ويستدعي مراقبة حجم التداول والتحركات القادمة لتأكيد الاتجاه.

هذه الحالة الفنية تجعل السهم مرشحًا للدخول في موجة صعود جديدة إذا نجح في الثبات فوق مستويات المقاومة القريبة، أو العودة لاختبار الدعوم القريبة في حال استمرار فقدان الزخم.

قراءة المتوسطات المتحركة ونقاط الارتكاز

تبدو الصورة أكثر وضوحًا عند النظر إلى المتوسطات المتحركة، والتي تُظهر هيمنة واضحة لإشارات البيع على معظم الأطر الزمنية، حيث إن 13 من المتوسطات المتحركة تعطي إشارة بيع مقابل إشارة شراء واحدة فقط، وهذا يوضح أن الاتجاه العام ما يزال هابطًا أو في منطقة انعكاس لم تكتمل بعد.

المتوسطات طويلة المدى مثل MA100 و MA200 تُظهر أن السعر الحالي أدنى من الاتجاه العام، ما يضع مقاومات قوية أعلى منطقة 0.20 – 0.22، وهي مناطق يُتوقع أن يواجه السهم عندها ضغطًا بيعيًا. أما على مستوى نقاط الارتكاز، فإن النقطة P المحورية عند 0.183 تعد مستوى دعم مهم، وبقاء السعر فوقها يعزز استمرار الحركة الصاعدة الحالية التي دفعت السهم إلى مستوى 0.21.

المقاومات الأساسية تظهر عند R1 = 0.191 ثم R2 = 0.197 وأخيرًا R3 = 0.211، وهو المستوى الذي لامسه السهم بالفعل، ما يعني أن اختراقه والإغلاق فوقه قد يفتح الباب أمام صعود أقوى. في المقابل، فإن الدعم الأهم يقع عند S1 = 0.177، وكسره قد يعيد السهم إلى مناطق 0.169، وهي مستويات خطرة قد تعكس فقدان الزخم الإيجابي بالكامل.

هذه المعطيات توضح أن السهم يقف في منطقة حساسة، يحتاج فيها المتداول إلى مراقبة الإغلاق اليومي وأحجام التداول لتحديد ما إذا كان الارتفاع الأخير مجرد ارتداد مؤقت أم بداية اتجاه صاعد جديد.

الخلاصة

في المجمل، يعكس السهم حالة فنية متوازنة تميل إلى الحياد رغم الارتفاع القوي في الجلسة الأخيرة، حيث تشير المتذبذبات إلى غياب زخم قوي بينما تُظهر المتوسطات المتحركة استمرار الضغط البيعي على الاتجاه العام. نجاح السهم في التماسك فوق مستويات الدعم المحورية سيكون عاملاً مهمًا لتأكيد أي صعود قادم.

في حين أن فشل السعر في الحفاظ على هذه المستويات قد يعيد الضغوط الهابطة. لذلك يبقى السهم في منطقة تحتاج إلى مراقبة دقيقة، خاصة مع أحجام التداول الضخمة التي قد تكون إشارة لتجميع يستبق حركة أكبر في الفترة المقبلة دون أن يُعد ذلك توصية مباشرة بالشراء أو البيع.

الأسئلة الشائعة ❓️