في حدث صادم وغير متوقع، اهتزت أسواق العملات الرقمية على وقع الانهيار الدراماتيكي لعملة OM التابعة لمشروع MANTRA، حيث فقدت العملة قيمتها بنسبة تجاوزت 100% خلال فترة قصيرة، ما تسبب في موجة ذعر غير مسبوقة بين المستثمرين والمراقبين على حد سواء.
هذا الانهيار المفاجئ لم يكن مجرد هبوط تقني عابر، بل فتح الباب واسعًا للتساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الانحدار الحاد، وما إذا كان هناك تلاعب خفي أو تحركات مقصودة في الكواليس. في هذا التقرير الموسّع، نستعرض معًا تفاصيل الأزمة من كافة الزوايا ونكشف ما تم تداوله من معلومات حتى اللحظة.
مجتمع مانترا يخرج عن صمته: “لسنا السبب فيما حدث”
في أعقاب الانهيار، سارع مجتمع MANTRA إلى إصدار بيان رسمي عبر منصة باينانس، هدفه الأول تهدئة الخوف المتصاعد في أوساط المستثمرين، وطمأنة المجتمع بأن المشروع لا يزال قويًا وأن ما حدث ليس إلا نتيجة لتقلبات ناتجة عن ما وصفوه بـ”تسويات متهورة”.
وبحسب البيان، فإن الحادث لم يكن ناتجًا عن خلل فني أو خطأ استراتيجي داخل الفريق، بل جاء نتيجة عمليات تداول غير منضبطة جرت على نطاق واسع في الأسواق.
وأكد مسؤولو المشروع أنهم بدأوا تحقيقًا داخليًا شاملاً لفهم الملابسات الحقيقية وراء هذه التقلبات العنيفة، مع وعد بكشف نتائج هذا التحقيق وتقديم توضيحات إضافية خلال الأيام القليلة القادمة. هذه الخطوة تعكس سعي الفريق للحفاظ على مصداقيته وإعادة بناء الثقة التي تعرضت لاهتزاز واضح بعد الحادثة.
التحركات الغامضة قبل الانهيار هل كان الأمر مُخططًا له؟
ما يزيد من غموض هذا الانهيار ويثير الشكوك حول وجود نية مبيتة هو ما كشفته منصة Lookonchain من بيانات دقيقة ورصد مباشر لحركة المحافظ على البلوكتشين. فقد تبين أنه ابتداءً من يوم 7 أبريل، أي قبل الانهيار بأيام قليلة، قامت 17 محفظة على الأقل بإيداع ما مجموعه 43.6 مليون توكن OM إلى منصات التداول المركزية (CEX)، وهو ما كان يُعادل حينها حوالي 227 مليون دولار أمريكي.
اللافت أن هذا الرقم لا يمثل مجرد نسبة صغيرة، بل يُعادل تقريبًا 4.5% من إجمالي المعروض المتداول للعملة، ما يجعل منه تحركًا كبيرًا لا يمكن تجاهله.
الأدهى من ذلك أن بعض هذه العناوين المُرسِلة تم ربطها بمنصة Laser Digital، وهي مستثمر استراتيجي معروف في مشروع MANTRA، مما يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت هناك عمليات تصفية مقصودة أو نية للتخلص من كميات ضخمة من العملة دفعة واحدة لتحقيق مكاسب أو لإحداث أثر معين في السوق.
فهل كانت هذه الإيداعات جزءًا من خطة خفية لتفريغ العملة من قيمتها؟ أم أنها محض مصادفة توقيتية؟ الإجابات لم تتضح بعد، لكن المؤشرات تثير الريبة.
28 مليون دولار في ساعة واحدة! | تصفية عنيفة للمراكز الطويلة
في أعقاب عمليات البيع الضخمة التي حدثت فجأة، ظهرت آثار الانهيار جلية على شكل تصفيات جماعية ضخمة، كما كشفت بيانات Coinglass التي رصدت خلال ساعة واحدة فقط تصفية مراكز تداول بلغت قيمتها الإجمالية 28.61 مليون دولار. ووفقًا للتقارير، فإن الغالبية الساحقة من هذه التصفيات كانت من نصيب المراكز الطويلة، والتي تراهن عادةً على ارتفاع الأسعار، حيث تم مسح 28.14 مليون دولار من هذه المراكز.
وفي المقابل، لم تُصفّى سوى 470 ألف دولار فقط من المراكز القصيرة، ما يُشير إلى أن نسبة كبيرة من المستثمرين كانوا يعتقدون أن السعر في طريقه للارتفاع، ولكن المفاجأة جاءت على النقيض تمامًا. هذه الموجة العنيفة من التصفيات خلّفت خسائر فادحة لمتداولين كثُر، وعمّقت حالة الذعر والشك في أوساط مجتمع الكريبتو، في حين بقيت الأسئلة الكبرى دون إجابة واضحة.
هل تتكرر مأساة LUNA؟ | دروس من الماضي القريب
لا يسعنا الحديث عن انهيار عملة OM دون استحضار الكابوس الذي عاشه المستثمرون في عملة LUNA خلال 2022، حين شهدت العملة واحدة من أسرع وأعنف حالات الانهيار في تاريخ العملات المشفرة. ورغم أن السياق والظروف قد يختلفان، إلا أن المشهد يبدو مألوفًا إلى حدٍ مخيف: عمليات بيع مكثفة، تصفيات ضخمة، انهيار فجائي، وضبابية في الأسباب.
في ظل ذلك، بدأت بعض الأصوات في المجتمع تُقارن الوضع الحالي لما جرى مع OM بذلك السيناريو الأسود، متسائلين ما إذا كانت هناك أوجه تشابه أو حتى تهديد بوقوع كارثة مماثلة. هذه المخاوف تعزز من ضرورة وجود آليات حماية واستجابة سريعة داخل المشاريع، كي لا تتكرر المآسي ذاتها مرارًا.
تحليل فني لانهيار عملة OM | السقوط المدوي في رسم بياني
كما يُظهر الرسم، انخفض سعر العملة من مستويات مستقرة نسبيًا فوق 6 دولارات إلى قاع بلغ 0.3700 دولار خلال وقتٍ قياسي، وهو ما يعادل فقدان أكثر من 90% من قيمتها السوقية دفعة واحدة. هذا النوع من الهبوط الحاد يصفه المحللون بما يُعرف بـ”الشمعة القاتلة”، حيث تتسبب ضغوط البيع الجماعي والتصفية الفجائية في انهيار الأسعار بلا أي دعم فعّال.
التحركات التالية في الشموع الخضراء الصغيرة تُشير إلى محاولات خجولة للتعافي، إلا أن الأسعار استقرت عند مستويات أدنى بكثير من ما كانت عليه سابقًا، وهو ما يبرز مدى فداحة الخسارة.
الخلاصة
السوق لا يرحم… والحذر واجب! في نهاية المطاف، يوجه انهيار عملة MANTRA OM ضربة موجعة، ليس فقط لمجتمع المشروع، بل أيضًا للثقة العامة في العديد من المشاريع الناشئة. ومع أن بعض الأنباء تُشير إلى أن المشروع لا يزال قائمًا ويجري عمليات تدقيق داخلية، إلا أن ما حدث يُعد تذكيرًا قاسيًا بأن سوق العملات الرقمية متقلب بطبيعته ولا يعرف الرحمة.
على المستثمرين دومًا أن يكونوا مستعدين لأي احتمال، وألا ينجرفوا وراء الضجة أو التصريحات الوردية. الأرقام لا تكذب، والسوق لا ينتظر أحدًا. فهل يكون ما حدث نقطة انهيار؟ أم أنها مجرد “عاصفة عابرة” سيتجاوزها مشروع OM في طريقه نحو التعافي؟ وحدها الأيام كفيلة بالكشف عن المصير.
