يُعتبر الاقتصاد الأمريكي في الولايات المتحدة قضية بالغة الأهمية بالنسبة للناخبين، وقد أطاح برؤساء وجلب أوجهاً جديدة للبيت الأبيض.
تؤثر الظروف الاقتصادية العامة بشكل مباشر على سبل عيش الأفراد، بما في ذلك الأمن الوظيفي والأجور وتكاليف المعيشة والبطالة. يشعر الناخبون بالقلق إزاء رفاهيتهم المالية والفرص الاقتصادية لأنفسهم ولأسرهم.
تقييم الأداء الاقتصادي للحكومة
يُنظر إلى الأداء الاقتصادي باعتباره انعكاساً لفعالية الحكومة، ويقيم الناخبون مدى نجاح المسؤولين المنتخبين من خلال إدارتهم للاقتصاد، بما في ذلك التعامل مع البطالة والتضخم والضرائب والإنفاق العام.
يمكن أن يؤدي الاقتصاد القوي إلى الاستقرار الاجتماعي، في حين أن الركود الاقتصادي يمكن أن يسبب عدم الاستقرار الاجتماعي.
ترامب يستغل الذعر في الأسواق
استغل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حالة الذعر في الأسواق الدولية، واتهم الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن بالإخفاق في معالجة القضايا المالية والاقتصاد الأمريكي.
وقال ترامب في منشور له على موقعه للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال: “نتجه لحرب عالمية ثالثة، ولدينا اثنان من أكثر القادة عجزاً في تاريخ أمريكا”، مضيفاً أن “أسواق الأسهم تنهار وأرقام الوظائف مروعة”.
الانتقادات الموجهة للإدارة الحالية
يرى ترامب أن الإدارة الديمقراطية الحالية تسببت في ارتفاع مستوى التضخم، بالإضافة إلى عدم قدرتها على معالجة البطالة. وهو يحاول ربط الفشل الاقتصادي بالانتخابات المقبلة، ويبقى على كاهل الناخبين الاختيار.
يركّز ترامب على مبدأ أن السياسات الاقتصادية الحالية تؤثر على التوقعات الاقتصادية طويلة الأمد للبلاد.
المستقبل الاقتصادي وتأثيره على الأجيال القادمة
قبل التصويت، يفكر الناخبون في كيفية تأثير القرارات الاقتصادية الحالية على الأجيال القادمة، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والتقاعد وخلق الوظائف الجيدة.
كما يهتم الناخبون بموقف الولايات المتحدة على الساحة الدولية ويحبذون مواصلة القيادة العالمية والتأكد من القدرة التنافسية الاقتصادية والعلاقات التجارية والأمن القومي.
الاقتصاد كعامل رئيسي في الانتخابات
هذه العوامل تجعل الاقتصاد قضية محورية في الانتخابات وعاملاً رئيسياً في تحديد تفضيلات الناخبين، وهو أمر يستغله ترامب حالياً في ظل موجة الانهيارات الحالية لأسواق الأسهم.
ضرورة خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر
يجب أن يكون خفض أسعار الفائدة قد بدأ في وقت أقرب لدعم سوق العمل عن طريق تقليل تكاليف الاقتراض للشركات، مما يتيح لها تحرير الأموال للتوظيف. تستغرق قرارات السياسة وقتًا حتى تؤثر في الاقتصاد.
ومع تباطؤ التضخم بشكل كبير في الأشهر الأخيرة وارتفاع معدل البطالة، يخشى البعض أن يكون الوقت قد فات لتحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل أن يؤدي البطء في التوظيف إلى تسريحات واسعة النطاق.
توقعات خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات القادمة
من المقرر عقد اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر، ويتوقع المحللون في سيتي غروب وجيه بي مورجان أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنصف نقطة في اجتماعيه المقبلين.
ولكن قد يكون هذا الإجراء متأخرًا جدًا. قد يضطر البنك إلى إجراء خفض طارئ لأسعار الفائدة قبل تلك الاجتماعات – وهو تدخل غير عادي تزداد احتماليته وفقًا لأداة FedWatch التابعة لشركة الخدمات المالية CME.
دعوات لخفض طارئ لأسعار الفائدة
قال أستاذ التمويل الفخري في كلية وارتون لإدارة الأعمال، جيريمي سيغل، على قناة CNBC، إن الخفض الطارئ – الذي لم يحدث منذ الأيام الأولى لجائحة كورونا – هو بالضبط ما يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى القيام به الآن. وأضاف سيغل: “إنه متأخر جدًا عن المنحنى الآن… البيانات الحالية ليست مريحة على الإطلاق”.
الركود في الاقتصاد الأمريكي وتأثيره على العملات الرقمية
في الفترة الأخيرة، كانت هناك توقعات متزايدة حول حدوث ركود في الاقتصاد الأمريكي. على الرغم من أن الأسواق كانت تبدو مستقرة في البداية، إلا أن الأخبار بدأت تنتشر ببطء عن احتمالية الركود.
ومع مرور الوقت، بات من الواضح أن الاقتصاد الأمريكي قد يتجه نحو الركود. وهذا الأمر أدى إلى تأثيرات سلبية على جميع الأسواق، بما في ذلك سوق العملات الرقمية. ورغم التوقعات الإيجابية خلال مؤتمر البيتكوين 2024، إلا أن النتائج كانت كارثية في النهاية.
سياسات الفائدة الأمريكية وأثرها على السوق
منذ بداية عام 2024، كانت هناك توقعات متزايدة حول خفض أسعار الفائدة، إلا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي بقيادة جيروم باول رفض ذلك باستمرار. وعلى الرغم من أن التضخم قد انخفض، إلا أن البنك لم يتحرك لخفض الفائدة.
مع ظهور أخبار الركود، ارتفعت احتمالات خفض الفائدة بشكل طارئ. وقد أشار جيريمي سيجل إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض 75 نقطة للحالة الطارئة، مما زاد من تقلبات السوق.
الأزمات المالية وتأثيرها على العملات الرقمية
تعرضت بعض المنصات للإفلاس، وتمت مصادرة أموال من محافظ مسروقة، مما أثر على السوق. على سبيل المثال، باعت ألمانيا كميات كبيرة من البيتكوين بقيمة 2 مليار دولار.
كما أن أخبار سداد الدائنين من MTGOX وشركة Genesis أثرت بشكل كبير على السوق. لا ننسى تأثير الولايات المتحدة عندما تم تصفية 2.9 مليار دولار من البيتكوين بعد تصريحات دونالد ترامب حول البيتكوين كاحتياطي.
تأثير مؤتمر البيتكوين 2024 على السوق
رغم التوقعات الإيجابية بأن مؤتمر البيتكوين 2024 سيؤدي إلى ارتفاع الأسواق، إلا أن البيتكوين ارتفع إلى 70 ألف دولار قبل أن يبدأ بالانخفاض مجددًا بعد انتهاء المؤتمر. كان هناك تلاعب واضح من دونالد ترامب والمرشح جو بايدن.
انسحاب بايدن أدى إلى ارتفاع مؤقت، لكن السوق شهد هبوطًا عنيفًا بعد ذلك بسبب سحب السيولة من الأسواق بقيمة 2.9 تريليون دولار.
الحرب في الشرق الأوسط وتأثيرها على الاقتصاد العالمي
الحروب المستمرة في الشرق الأوسط بين إسرائيل وفلسطين، ولبنان وإسرائيل، أدت إلى تأثيرات سلبية على الأسواق. وفاة أحد رؤساء منظمة حماس في إيران أدى إلى تصعيد العنف.
هذا التصعيد دفع الناس لجني الأرباح، مما تسبب في هبوط الأسواق. إذا استمرت الحروب في الشرق الأوسط، ستعاني الأسواق العالمية بسبب أهمية المنطقة في التجارة العالمية، سواء من خلال المطارات أو الموانئ.
خلاصة
هذه العوامل تجعل الأسواق عرضة للتقلبات والهزات. لذلك، يجب على المستثمرين توخي الحذر في تداول العقود الآجلة والأسواق العالمية الأخرى في الوقت الحالي مع تدهور الاقتصاد الأمريكي.