مع اقتراب عام 2025، تزداد التوقعات والتكهنات بشأن حالة سوق الأسهم الأمريكية. فهل ستحافظ السوق على استقرارها، أم أن هناك أزمة وشيكة؟
في هذا المقال، سنستعرض أبرز التحليلات والمخاوف التي تدور حول مستقبل الأسهم الأمريكية، وما إذا كانت الفقاعة التي يغذيها الذكاء الاصطناعي على وشك الانفجار، أم أن السوق ستستمر في النمو مدفوعة بالابتكار التكنولوجي.
انخفاض متوقع بنسبة 35%
يأتي التحذير الأبرز من “بيتر بيريزين”، كبير الاستراتيجيين العالميين لدى شركة “بي سي إيه ريسيرش”. حيث يتوقع “بيريزين” انهيارًا كبيرًا في سوق الأسهم الأمريكية بنسبة تصل إلى 35% بحلول عام 2025. ويعزو ذلك إلى فشل الاحتياطي الفيدرالي في منع الركود الاقتصادي المتوقع.
تباطؤ الفيدرالي وسوق العمل
أشار “بيريزين” في مذكرة بحثية إلى أن السوق سيتأثر بتباطؤ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، متوقعًا ألا يتخذ البنك المركزي إجراءات ملموسة لتخفيف الظروف المالية إلا بعد حدوث الركود.
كما أوضح أن سوق العمل الأمريكي بدأ يضعف بالفعل مع انخفاض عدد فرص العمل، مما سيؤدي إلى تقليل إنفاق المستهلكين ويشكل دورة اقتصادية سلبية ستؤثر بدورها على سوق الأسهم.
الذكاء الاصطناعي يقود نمو السوق
من جهة أخرى، تتوقع شركة أبحاث السوق “كابيتال إيكونوميكس” أن فقاعة سوق الأسهم الأمريكية، التي يغذيها الذكاء الاصطناعي، ستواصل دفع مؤشر “S&P 500” إلى مستويات قياسية قد تصل إلى 6500 نقطة بحلول عام 2025.
يعتمد هذا النمو على تفاؤل المستثمرين بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي يتوقع أن يستمر في قيادة قطاعات رئيسية في السوق.
فقاعة الذكاء الاصطناعي قد تنفجر في 2026
رغم التوقعات المتفائلة لعام 2025، حذرت نفس الشركة من أن السوق قد يشهد تصحيحًا حادًا في 2026. حيث من المتوقع أن تبدأ الفوائد المرتفعة والتضخم المتزايد في التأثير على تقييمات الأسهم، ما قد يؤدي إلى انفجار الفقاعة التكنولوجية.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقود الانتعاش؟
فيما يطرح البعض سيناريوهات متشائمة، يرى بعض الاقتصاديين أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي قد يعزز النمو الاقتصادي بدلاً من كبحه.
إذ قد يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، مما قد يدفع الاقتصاد إلى الأمام ويعوض آثار الفائدة المرتفعة والتضخم.
التباين السائد في توقعات المستثمرين
أظهرت أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها الرابطة الأمريكية للمستثمرين الأفراد تباينًا كبيرًا في توقعات المستثمرين. فبينما يرى البعض أن الأسهم ستنخفض أو تستقر، يتوقع آخرون استمرار النمو القوي، وخاصة في ظل استمرار التوجه نحو الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
رغم التراجع الطفيف في التوقعات الصعودية، إلا أن نسبة المتفائلين ما زالت أعلى من المتوسط التاريخي.
استقرار مؤشر S&P 500 في الأشهر القادمة
توقع محللو Wells Fargo أن يظل مؤشر S&P 500 في نطاق محدد خلال الأشهر القادمة، على الرغم من وصوله إلى مستوى قياسي بلغ 5,667 نقطة في يوليو.
بينما انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، أثار المحللون مخاوف من أن التقييمات الحالية قد تتجاوز الأسس الاقتصادية. مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وفترة ضعف موسمية للأسواق، ينصح المحللون المستثمرين بالاستعداد لفترة من التذبذب المحتمل.
تعديلات استراتيجية Wells Fargo الاستثمارية
في ظل التوقعات الاقتصادية الحالية، قامت Wells Fargo بإعادة توزيع استثماراتها، حيث نقلت الأموال من مخصصات الدخل الثابت قصيرة الأجل إلى استحقاقات متوسطة وأسهماً صغيرة.
رفعت الشركة تصنيفها للأسهم الصغيرة، رغم أنها تفضل الاستثمارات الكبيرة. ومع توقعات بضعف اقتصادي مؤقت، يتوقع المحللون أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة تدريجياً بمجموع 175 نقطة أساس حتى نهاية عام 2025.
فرص استثمارية وسط التقلبات
رغم حالة عدم اليقين السائدة، يعتقد المحللون أن الأسواق ستوفر فرصاً استثمارية خلال 2025. مع توقع تخفيضات الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، يشيرون إلى أن الاقتصاد العالمي سيستفيد أيضاً.
ينصحون المستثمرين باستغلال التراجع في الأسهم للاستثمار في قطاعات الطاقة والماليات، التي تتمتع بتقييمات معقولة وتدفقات نقدية قوية، مما قد يعزز من مكاسبهم على المدى الطويل.
الخلاصة
يبقى السؤال حول ما إذا كانت الأسهم الأمريكية ستشهد انهيارًا أم ازدهارًا في عام 2025 غير محسوم. مع اختلاف الآراء والتحليلات، يبدو أن هناك عوامل عديدة ستحدد المسار المستقبلي للسوق، بما في ذلك سياسات الفيدرالي، تأثير الذكاء الاصطناعي، والظروف الاقتصادية العالمية.
ومن الضروري أن يكون المستثمرون على دراية بالمخاطر والفرص على حد سواء، لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.