سهم Nvidia | صعود مدفوع بالذكاء الاصطناعي رغم تقلبات السوق

شهد سهم Nvidia خلال الأسبوع الأول من أغسطس 2025 انتعاشًا ملحوظًا، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 2.0% يوم الأربعاء، مدفوعًا بزخم شرائي واسع النطاق من مؤسسات استثمارية تتجه بقوة نحو أسهم الذكاء الاصطناعي. السهم أغلق عند مستوى 182.40 دولار، في ظل تداول قوي تجاوز 40 مليون سهم خلال الجلسة، وفقًا لبيانات بورصة ناسداك.

وهو ما يُظهر عودة الثقة إلى هذا السهم القيادي بعد موجة بيع استمرت أسابيع نتيجة مخاوف من تضخم التقييمات. الملفت للنظر أن هذا الارتفاع تزامن مع صعود جماعي في مؤشرات وول ستريت، حيث ساهم سهم Nvidia وحده في رفع مؤشر داو جونز بـ57 نقطة تقريبًا، حسب ما أكدته منصة MarketWatch.

العوامل المؤثرة ونتائج منتظرة ودعم من شركات كبرى

التحليل الأساسي لسهم Nvidia يكشف عن عوامل جوهرية تدعم استمرارية النمو، وعلى رأسها التوسع الضخم في مراكز البيانات حول العالم من قبل شركات عملاقة مثل Microsoft وAmazon وMeta. هذه الشركات تعتمد بشكل رئيسي على معالجات Nvidia لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة مثل GPT وGemini وClaude، ما يمنح Nvidia مركزًا استراتيجيًا في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي.

وأكد تقرير حديث من Investor’s Business Daily أن الإنفاق المتسارع على البنية التحتية السحابية يمثل رافعة قوية للإيرادات المحتملة، خصوصًا مع اقتراب موعد إعلان نتائج الربع المالي الجديد في 27 أغسطس الجاري، وهو الموعد الذي يترقبه المستثمرون لتقييم قوة نمو الشركة فعليًا، بعيدًا عن التوقعات النظرية.

السهم يواجه تحديات على المستوى التجاري والجيوسياسي

رغم صعود سهم Nvidia مؤخرًا، إلا أن هناك تحديات استراتيجية واضحة أمام الشركة، أبرزها القيود الأميركية المفروضة على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، والتي تؤثر على منتجها الجديد H20 المصمم خصيصًا لتلبية المعايير التنظيمية دون انتهاك الحظر. ومع أن Nvidia حاولت تجاوز الأزمة بإعادة تصميم بعض منتجاتها لتفادي العقوبات، إلا أن التأخير في الشحنات نحو الأسواق الآسيوية أدى إلى موجة ضغط بيعي مؤقتة في يوليو الماضي.

كما أن بعض المطلعين داخل الشركة قاموا بعمليات بيع لأسهمهم خلال الفترة التي سبقت إعلان النتائج، مما أثار بعض المخاوف بشأن الثقة الداخلية في أداء السهم على المدى القصير. هذه النقاط سُلط عليها الضوء في تحليل مفصل نشرته منصة The Tradable وتناولت مدى تأثير تصرفات كبار التنفيذيين على النظرة المستقبلية للسهم في الأسواق المالية العالمية.

مشروعات استراتيجية وتمدد عالمي يعزز القيمة المستقبلية

من الناحية التوسعية، تعمل Nvidia على ترسيخ حضورها العالمي عبر شراكات استراتيجية في أوروبا، خصوصًا في ألمانيا، حيث أعلنت شركة Deutsche Telekom بالتعاون مع Nvidia وBrookfield عن مشروع إنشاء مركز بيانات ضخم مخصص للذكاء الاصطناعي، يحمل اسم “Gigafactory AI”.

هذا المشروع الذي لا يزال قيد التقييم والدراسة من شأنه أن يفتح الباب لسيطرة Nvidia على بنية تحتية أساسية في قلب أوروبا، وهو تحوّل نوعي في استراتيجية الشركة التي ظلت لسنوات تركز بشكل أساسي على السوق الأمريكية والآسيوية.

كذلك أكدت الشركة التزامها بجعل منتجاتها أكثر أمنًا، حيث صرح أحد كبار مسؤولي التكنولوجيا في Nvidia بأن الرقائق لا تحتوي على “أبواب خلفية” ولا آليات تحكم عن بعد (kill switch)، في رد واضح على مزاعم تتعلق بالأمن السيبراني في ظل التوترات الأميركية الصينية.

تقييمات متفائلة ومكانة مستقبلية في سوق الذكاء الاصطناعي

من منظور التقييمات المالية، لا يزال سهم Nvidia محل اهتمام كبريات المؤسسات المالية التي ترى في السهم فرصة نمو طويلة الأجل. فقد قامت مؤسسة Bank of America برفع السعر المستهدف للسهم إلى 220 دولار، مع التوصية بالشراء، مستندة إلى تحليلات ترتكز على تسارع النمو في الطلب على معالجات الرسومات المخصصة لنماذج اللغة والذكاء الصناعي.

بالإضافة إلى ذلك، ترى بعض التوقعات أن السهم قد يصل إلى 1000 دولار بحلول عام 2030، في حال استمرار التوسع الحالي وثبات معدلات الابتكار. هذه الرؤية مدعومة بتقارير تفصيلية نشرتها عدة مؤسسات تحليلية، والتي ركزت على أن Nvidia لم تعد فقط شركة “رقاقات رسومية”، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا في البنية التحتية لثورة الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما فعلت Intel في عصر الحوسبة.

قطاع الألعاب يعود بقوة إلى مسار النمو ويعزز إيرادات الشركة

في حين أن معظم التركيز الإعلامي على سهم Nvidia يدور حول الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، لا ينبغي تجاهل قطاع الألعاب الذي مثّل دومًا العمود الفقري لأرباح الشركة لسنوات طويلة. فقد شهد هذا القطاع انتعاشًا كبيرًا خلال الربع الثاني من 2025 مع إطلاق مجموعة جديدة من معالجات RTX 5000 التي تعتمد على بنية Blackwell الثورية.

هذه المعالجات وفّرت أداءً رسوميًا غير مسبوق مع تقنيات تتبع الأشعة المحسّنة والذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الصورة والسرعة. مبيعات بطاقات الرسوميات سجلت ارتفاعًا بنسبة 24% على أساس سنوي، ما يعكس استعادة الطلب من اللاعبين ومحترفي البث وصناع المحتوى. يُذكر أن قطاع الألعاب شكل أكثر من 28% من إجمالي إيرادات Nvidia خلال هذا الربع، ما يبرز دوره الأساسي في دعم أداء سهم Nvidia على المدى القريب.

توسع في قطاع السيارات الذكية يفتح آفاقًا استثمارية واعدة

دخلت Nvidia بثقة إلى مجال السيارات الذكية وأنظمة القيادة الذاتية، حيث أصبحت رقاقة Nvidia DRIVE المدمجة بذكاء اصطناعي هي الخيار المفضل لشركات تصنيع السيارات المستقبلية مثل Mercedes-Benz، BYD، وXpeng. توفر هذه الرقاقات قدرات معالجة متقدمة للتعرف على الصور، التنبؤ بالسلوك المروري، وتخطيط المسار في الزمن الحقيقي.

شركة BYD الصينية، أكبر مصنّع سيارات كهربائية في العالم من حيث الحجم، أعلنت عن تعاون عميق مع Nvidia لدمج رقاقات DRIVE Orin في الأجيال القادمة من سياراتها. هذا التوسع النوعي يفتح أمام Nvidia سوقًا ضخمة تتجاوز قيمتها 300 مليار دولار بحلول 2030، حسب تقديرات Morgan Stanley، وهو ما يعزز جاذبية سهم Nvidia للمستثمرين الباحثين عن الابتكار وتنوع الإيرادات في القطاعات المستقبلية.

سهم Nvidia يكتسب بعدًا دفاعيًا في المحافظ الاستثمارية

رغم أن أسهم النمو غالبًا ما ترتبط بالتقلبات العالية، فإن سهم Nvidia بدأ يكتسب خصائص الأسهم الدفاعية في الكثير من المحافظ الاستثمارية الكبرى. فالشركة لا تعتمد فقط على دورة اقتصادية معينة، بل تستفيد من عدة قطاعات مستقرة ومزدهرة في آن واحد، منها الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، السيارات الذكية، والألعاب الإلكترونية.

كذلك، يُعد سهم Nvidia أحد أهم مكونات صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل صندوق Global X Robotics & AI ETF وصندوق iShares Exponential Technologies ETF. هذه الصناديق تجذب رؤوس أموال ضخمة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات، مما يضخ سيولة مستمرة في السهم ويحد من تقلباته، ويُعزز من استقراره على المدى الطويل، خاصة في أوقات التقلبات الجيوسياسية أو التباطؤ الاقتصادي.

نظرة سريعة على أهم بيانات سهم Nvidia – أغسطس 2025

الخلاصة

يمثل سهم Nvidia أحد أبرز قصص النجاح في وول ستريت خلال العقد الأخير، وهو اليوم أكثر من مجرد سهم تقني، بل يُعد بوابة إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي. مع تزايد الطلب على المعالجات الذكية في مراكز البيانات، السيارات، الأجهزة، والتطبيقات اليومية، تترسخ مكانة Nvidia كمزود رئيسي للبنية التحتية التكنولوجية في العالم الجديد.

ورغم التحديات التنظيمية والجيوسياسية، يواصل سهم Nvidia جذب المستثمرين من جميع الفئات، نظرًا لقوته التشغيلية وتنوعه الاستراتيجي ومرونته العالية في مواجهة التقلبات. ومن المرجح أن تبقى Nvidia لاعبًا أساسيًا في تشكيل خريطة السوق العالمية خلال السنوات المقبلة، ما يجعل السهم خيارًا جذابًا للمستثمر طويل الأمد.

الأسئلة الشائعة ❓️